الخميس، 24 فبراير 2011

تنمية مهارات القراءة لدى طفلك

لا شك أن علاقة طفلك بالكتاب تبدأ منذ الأشهر الأولي لطفولته،حيث يكون للأم دور كبير في تنمية هذه الهواية ولكن متي يبدأ الطفل فى القراءة ؟ أنه سؤال يلح دائماً علي الوالدين ، لاختلاف كل طفل عن الآخر في القراءة ، فلا يوجد مقياس دقيق يوضح متي يكون الطفل قادراً عليها .
إن الطفل يبدأ الاهتمام بالقراءة في الثانية من عمره وهذا يتوقف علي المناخ السائد في المنزل فيجب علي الأم أن تختار الكتب لطفلها بعناية وأن تراعي أن الطفل سريع التأثر وعلي درجة بالغة من الحساسية ويتفاعل بما يدور حوله،فالمنزل هو المركز الأول والأساس لتقديم الخبرة الأولي للقراءة ومستقبل الطفل يتأثر الي أبعد الحدود بما يفعله الآباء ومدي مشاركتهم وتشجيعهم للطفل علي اكتساب عادة القراءة فإذا كنتِ من الحريصين علي القراءة مع أبنائك ستلاحظي نتطور قدرة ابنك علي القراءة وحبه وتعلقه الشديد بها ،أما إذا كنتِ من الذين لا يقرأون لأبنائهم فابذلي بعض الجهد لتطويرها عند طفلك .
ولكن كيف يتم استثمار ذلك وهل هناك وسائل معينة لتشجيع الطفل علي القراءة في سن مبكرة؟‏
في البداية يجب أن تسألي نفسك بعض الأسئلة للكشف عن موهبة طفلك التي تساعد في اكتشاف قدراته علي القراءة : هل يحب النظر إلي الكتب؟،هل يمسك الكتب لينظر إليها أحياناً بمفرده ؟ هل يتظاهر أحياناً إنه يقرأ ؟هل يسأل عن معاني الكلمات ؟ هل يعيد بعض الجمل عندما تقرأ قصص يعرفها ؟ هل يستطيع أن يعيد سرد القصة مرة أخري بطريقة بسيطة؟ إذا كانت أغلب إجاباتك بنعم ، فابنك قادر الآن لتقومي معه بالمهارات الآتية :

أولاً : القراءة بصوت مرتفع

اقرأي أنت وابنك معاً وبصوت مسموع فهذا من شأنه أن يرفع من ثقته بنفسه ويمنحه الطلاقة في القراءة ،ويكون أكثر قدرة علي فهم القصة وتسلسلها أيضاً ، والتركيز علي إخراج الطفل بشكل صحيح يجعله أكثر سرعة في القراءة ، لتجعل أوقات القراءة لابنك من أمتع الأوقات لديه فإذا وجدها الطفل مسلية مفيدة ستشجعه علي الاستمرار.

ثانياً : القراءة الإيقاعية

والمقصود بالإيقاع هي تلك الكلمة التي لديها النطق نفسه ، حيث وجد أن الأطفال الغير قادرين علي تميز الكلمات المتشابهة في النطق يجدون صعوبة في القراءة مستقبلاً وهذا ما يجعل من الضرورة التركيز علي الأناشيد والقصائد البسيطة في مرحلة ما قبل القراءة وللأطفال القادرين علي تذكر الكلمات وبعد حفظ الطفل النشيد عليك أن تريه الكلمات المكتوبة الخاصة بها وهذا ما يعطيه الفرصة لرؤية الكلمة وسماعها .

ولكي تجعلي وقت القراءة وقت ممتع لطفلك احرصي علي بعض الأشياء مثل :

*اختاري الكتاب المناسب لسن طفلك ،حيث تكون الكتب في السنين الأولي عبارة عن قصص ذات صور واضحة ، تعبر عن كلمات القصة ودائماً القصص الجديدة للطفل تجعله يسأل عن المعاني الجديدة التي يقرأها .

*أثناء قراءة الكتاب مرري إصبعك علي السطر ككل عند القراءة ولا تقرأ الكلمات منفردة واختراري بعض الكلمات وأسأله عن معانيها .
*اطلبي من طفلك إعادة بعض الفقرات التي يتذكرها من القصة وعند إعادة القراءة مرة أخري .
*وازني عند القراءة في السرعة المطلوبة لقراءة القصة حتي لا تفقدي تسلسلها مع تفهم وإدراك مقدرة طفلك علي القراءة .
*أعطي للطفل فرصة للنظر للصورة حتي يستطيع أن يحب الكلمات بالصورة .
*لا تتوقفي عن القراءة لتصويب الخطأ إلا في حالات اختلاف المعني وليس ابدال المرادفات لأن إبدال المعاني يوضح قدرته علي الفهم .
*اطلبي من ابنك إذا نسي إحدى الكلمات أن يحاول تذكر الكلمة الناقصة وإن لم يستطع اقرئيها أنت .

*حتي تبدئي في تأهيل الطفل للقراءة المنفردة تملينا تتبع هذه الخطوات : - اجعلي صوت ابنك أعلي من صوتك عند القراءة وحاول أن تتوقف عن القراءة في بعض الفقرات ودعيه يقرأ وحده .
- لا تدفعيه للقراءة، إذا كان لا يرغب بها، إلا إذا كان لديه الاستعداد للقراءة .
- لا تمنعيه إن يعيد ما حفظ من الكتب فليس هناك مانع من ذلك .
- لا تتوقفي عن القراءة بصوت عال لابنك حتي وإن أحسست أنه قادر علي القراءة ولكن تبادل الأدوار معه .
- لا تقومي بأي عمل أثناء قراءة الابن لك فأعطه دائماً الاهتمام والانتباه .
- لا تعودي للقصص الأقل مستوي مرة أخري مع ابنك .
 واعلمي أن الطفل من عمر أربع سنوات يمكن أن يفهم ويستوعب العديد من الأمور والعلوم‏، ولكن بشكل يتناسب مع تلك المرحلة العمرية،وهذا ما يؤكده كاتب الأطفال يعقوب الشاروني ويقول "أن هناك نظرية جديدة متبعة حاليا في جميع أنحاء العالم وهي أن الآباء يمكنهم أن يتحدثوا مع أبنائهم في أي شيء وكل شيء‏,، ولكن بأسلوب مبسط‏,، وهذا الاتجاه كان مرفوضا حتي وقت قريب بحجة إن الصغار لا يدركون أمورا كثيرة‏..‏ ومثال ذلك شرح نظرية المغناطيس أمر قد يكون بالغ الصعوبة للأطفال ولكن اذا شرحنا الأمر من خلال الكاوتش الموجودة حول باب الثلاجة فسيكون الموضوع أبسط وسهل الفهم‏،‏ وينطبق ذلك علي جميع العلوم والموضوعات سواء الأدب أو التاريخ حيث يمكننا أن نقدم القصص العالمية لصغار السن في عدد صفحات قليلة مع رسومات كثيرة دون الدخول في التفاصيل‏،حتي الفلسفة يمكن أن تقدم للطفل لأنها أسلوب تفكير يمكن توضيحه بضرب عدد من الأمثال والمواقف وكيفية التعامل معها‏.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق